مقالات في التقنية

د. محمود فوزي يكتب لـ”التقنية اليوم”: العلاقات العامة والمعني المفقود

ترتكز وظائف ومهام العلاقات العامة علي العديد من المهارات الذهنية، وكذلك السمات الشخصية اللازم توافرها في ممارسيها، ولكن يبقي للمسة الإبداعية دورها الجوهري في إضفاء البريق اللامع في أسلوب وشكل وسياسة تنفيذ مهام هذا المجال الحيوي القائم علي إدارة علاقات إنسانية؛ تحكمها العديد من المتغيرات الثقافية والاجتماعية المتباينة.

هذه اللمسة الإبداعية لا يمكن تعليمها أو اكتسابها بالمناهج والمقررات التعليمية وحدها؛ التي بلا شك تصقل وتنمي هذه الموهبة؛ التي يمنحها الله تعالي لمن يشاء، وتمثل دومًا قدرةً ابتكاريةً لممارس العلاقات العامة الموهوب في تخطيط سيناريو رائع وفعّال لتنظيم المؤتمرات والأحداث الخاصة بمؤسسته، أو رسم ملامح استراتيجية ناجحة لإدارة واحتواء إحدي الأزمات التي تعرضت لها منظمته، وتحويلها لميزة تنافسية ترجح كفة الشركة علي حساب خصومها ومثيري الشكاوي الكيدية ضدها.

كما تتجلي هذه اللمسة الإبداعية بوضوح في “كاتب النصوص” المبدع القادر علي صياغة بيانات صحفية جذابة؛ توضح رؤية المنظمة وتعكس سياستها التسويقية واستراتيجياتها الإدارية، وتروج منتجاتها وعلامتها التجارية؛ بأقل عدد من الفقرات والكلمات المعبرة، كي تمهد السبيل لمصمم التطبيقات الرقمية للشركة من اقتباس بعض من هذه النصوص في إعداد مضامين المواقع والشبكات الإلكترونية للمنظمة علي مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك في تحرير مطبوعاتها الدعائية الورقية.

وإلي غير ذلك من سمات وملامح الإبداع الوظيفي في سائر مهام العلاقات العامة؛ كالبحوث والتخطيط والتنظيم والتقييم، وغيرها من الوظائف التي تتطلب من مسئول العلاقات العامة امتلاك القدرة علي إنتاج و توليد أفكار ومنتجات جديدة، أو طرح حلول غير تقليدية للمشكلات، وانعكاس هذه المهارات المكتسبة والموهبة الإلهية علي السلوكيات االشخصية والاجتماعية للموظف؛ كمزيج من المعرفة والخبرة والذكاء.

هذه اللمسة الإبداعية تتطلب من متخذي القرار بالمنظمة ومديريها التنفيذيين إرساء سياسة إدارية بقسم الموارد البشرية بالشركة؛ تمنح حرية تامة للموظفين في طرح الأفكار والحلول المبتكرة، والتعبير عنها، وتقييم مستوي التجديد والحداثة فيها ومدي قابلية وإمكانية تنفيذها، وكذلك المشاركة الفعالة في صناعة القرارات الإدارية بالشركة؛ من خلال تنظيم نوافذ ومنتديات حوارية مفتوحة بين الموظفين وذويهم ومع جماعات المصالح؛ لتدعيم شبكات الاتصال الداخلية والخارجية غير الرسمية بينهم.

فضلًا عن استمرارية خلق المنظمة للدوافع والمتغيرات التحفيزية المتعددة لموظفيها؛ وتشجيعهم علي استقلالية قراراتهم، وغرس الثقة والتفاؤل بينهم نحو مستقبل الشركة وفرص الارتقاء والتدرج الوظيفي العادل بمستوياتها الوظيفية، ومن ثم تحسين أدائهم، واستنفار قواهم الذهنية والعملية، واستثمار كفاءتهم في الارتقاء بجودة مخرجات العمل والإنتاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى