أمان رقمي

13 سيناريو تقنياً يهدّد أمن البشرية خلال العقود المقبلة

قالت مجموعة من الباحثين والعلماء في مجال تقنية المعلومات، إن هناك احتمالاً بأن تواجه البشرية 13 سيناريو «تقنياً أسود» تنطوي على جوانب خطرة وضارة بآلاف الأشخاص خلال العقود المقبلة. وجاءت هذه التوقعات في استطلاع رأي نفذه محللو موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com حول المخاطر المتوقعة مستقبلاً للتقدم السريع والتواصل في تقنية المعلومات، وشارك فيه 30 من أشهر الباحثين والعلماء الروّاد في مجال تقنية المعلومات والاتصالات. واستخلص المحللون 13 سيناريو تقنياً أسود على النحو التالي:

التمييز ضد البشر

يقول المستشار الرئيس لشركة «سمول سكيل» للذكاء الاصطناعي، وب بيتر شيك، إنه مع التوسع في استخدام الأنظمة الذكية التي ترتفع خبرتها وتنضج وتتعمق مع مزيد من ممارسة العمل، فإنه يمكن أن تصل في وقت ما في المستقبل إلى ممارسة التمييز ضد البشر لمصلحة الآلات والروبوتات والبرمجيات الذكية، بحيث يتم الإبقاء على الآلات القائمة، وتوظيف آلات وروبوتات جديدة. وسيحدث ذلك في مرحلة سيصعب فيها للغاية وربما يستحيل الاستغناء عن أنظمة التوظيف الذكية أو السيطرة عليها.

أسراب «درونز»

وضع العالم والباحث لوك بينيكي المتخصص في هندسة النقل الذكي والذي يعمل ككاتب روائي، سيناريو قال فيه إن جهة ما بمكان ما، يمكنها امتلاك وإطلاق سرب طائرات «درونز»، لتهاجم وتدمر البنية التحتية والمرافق العامة، مثل محطات وخطوط الكهرباء، والمياه، والغاز والاتصالات والطرق، بمتفجرات من نوعية مفجر «سيمتكس».

هتك الخصوصية

ألعاب «درونز»، هي الألعاب التي تستخدم فيها طائرات صغيرة للغاية، ويمارسها الأطفال والكبار، ويمكنها الاتصال بحاسب خادم بعيد، لتحميل الفيديوهات.

أما السيناريو الأسود في هذا السياق، فهو أن يتم اختراق هذه النوعية من الطائرات عبر هجمات أمنية متقدمة، وفي هذه الحالة تكون خصوصية المنزل أو المكان الذي تستخدم فيه قد تم انتهاكها تماماً.

مشابك الورق

هذا السيناريو يعالج المواقف التي يمكن أن تواجه البشرية، في حال فقدت السيطرة على الروبوتات التي تعلمت القيام بمهام محددة، بطريقة بسيطة سريعة، وهو مأخوذ عن فيلم خيال علمي، أغرقت خلاله الروبوتات العالم بمشابك الورق.

ويقول رئيس شركة «الكترونييك» للروبوتات المتقدمة، سيرجي يودوفيسكي، إن مخاطر من هذا النوع ستنشأ مع التوسع في تقنيات أتمتة العمليات الآلية، والتي من خلالها يمكن تعليم الروبوتات لتقليد مهام سير العمل، والتشغيل الآلي وتبسيط المهام، والتي وصلت الآن إلى مرحلة روبوتات قادرة على اتخاذ القرارات من تلقاء نفسها.

اختراق المركبات

السيناريوهات الحالمة لعالم المركبات ذاتية القيادة، تتجه إلى ما يعرف بالأساطيل ذات القيادة الجماعية، التي يتم فيها تكوين أساطيل مكونة من مئات المركبات، يتم قيادتها بواسطة شخص أو مجموعة أشخاص عبر مركز تحكم، بحيث تسير على الطرق في صفوف منتظمة بسرعات محددة مسبقاً، بفارق مسافة خمسة أمتار بين كل مركبة وأخرى، لكن السيناريوهات السوداء تقول إنه يمكن اختراق أنظمة هذه المركبات والسيطرة عليها، وجعلها تتصادم معاً أو مع غيرها من المركبات، والتسبب في وفيات بالآلاف.

تشفير وفدية

هناك سيناريو أسود يطلق عليه «سيناريو باش» الذي يتم فيه مهاجمة وتشفير ما لا يقل عن 30 مليوناً من أجهزة الكمبيوتر حول العالم. وبحسب الباحث في مؤسسة «إمسي سوفت» لأمن المعلومات، مايكل جيليسبي، فإن هجوماً من هذا النوع يمكن أن تصل كلفته الاقتصادية إلى 193 مليار دولار.

هجمات توقيف الخدمة

يؤدي انتشار شبكات الجيل الخامس للمحمول إلى الاستخدام واسع النطاق لأنظمة «إنترنت الأشياء»، وبالتالي توليد كميات ضخمة من البيانات على مدار اللحظة، لتشغيل خدمات وأنظمة لحظية في المصانع والمستشفيات والطرق والمؤسسات المختلفة، والسيناريو التقني الأسود في هذا المجال يقوم على أن الجيل الخامس للمحمول سيضخم دون قصد، من نطاق ومستوى هجمات «إنكار الخدمة» أو توقيف الخدمة، لتنتقل من الأهداف الحالية، إلى إيقاف أنظمة تتحكم في الطرق الذكية، أو الرعاية الصحية العاجلة.

التلاعب بالجينات

ظهرت حديثاً تقنية جديدة تُدعى «كريسبر» تسمح للباحثين بإجراء عمليات قص وإضافة ولصق ونسخ للطبعة الجينية للكائن الحي، لعلاج الأمراض المستعصية والوراثية. والسيناريو الأسود في هذه الحالة يفترض أن تقنية «كريسبر» ستكون متاحة على نطاق واسع، نظراً لسهولتها ودقتها وانخفاض كلفتها، ومن ثم يمكن أن تقع في أيدي مجرمين أو جهات لا يمكن السيطرة على أفعالها.

التزييف العميق

من المؤكد أن تطوّر مقاطع الفيديو المنتجة بأدوات «التزييف العميق»، يوصلنا إلى وضعية لا يمكن فيها التفرقة بين ما هو «مزيف بعمق»، وما هو حقيقي، والسيناريو الأسود هنا أن تستخدم تقنيات التزييف العميق في إنتاج مقاطع متقنة التزييف لأحداث لم تقع، وأشياء لم تُقل، ويتم بثها في توقيتات مختارة بعناية، لتؤثر في شركات مدرجة في البورصة، لتنهار أسهمها قبل أن تتولى إدارة العلاقات العامة والمحامين وفرق الأزمات بالشركة التعامل مع الوضع.

الأزمات الدولية

يطرح آخرون سيناريوهات أكثر تشاؤماً لما يمكن أن يحدث من وراء تقنيات «التزييف العميق»، ويعرفون ذلك بسيناريو «الصدمات العميقة» التي يتم فيها بث مواد متقنة التزييف، على لسان ساسة وقادة، يتحدثون فيها عن مواقف وتحركات تخص السياسة والسلم والحرب والصراعات المختلفة، فتحدث على إثرها صدمات وأزمات دولية خانقة، قبل أن يتبين الجميع أنهم وقعوا ضحية تزييف عميق ومتقن.

التوائم الرقمية

تتطوّر التقنيات المستخدمة في إنتاج وإدارة الإعلانات الاستهدافية، القائمة علي تتبع ورصد كل شخص على حدة، والسيناريو الأسود في هذا السياق هو وصول هذه التقنيات إلي ما يعرف بحالة «التوائم الرقمية»، أي أن يكون لكل شخص توأم رقمي، يعكس شخصيته وحياته بكامل تفاصيلها وخصائصها وتوجهاتها وتفضيلاتها، ومع تحسن الذكاء الاصطناعي، يمكن للتوائم الرقمية الوصول إلى مزيد من البيانات، والقدرة على إقناعك بالشراء قد تصل إلى مستويات غير مقبولة.

السيارات تختار ضحاياها

تقع أغلبية حوادث السيارات الحالية بصورة عفوية غير مقصودة، لكن في عالم ستسوده المركبات ذاتية القيادة، يمكن أن تصبح الحوادث مرتبة ومقصودة، وتختار فيها السيارات ضحاياها، بل وتحدّد متى وأين يقع الحادث، ويمكن أن يكون انتقاء الضحية بناء على ما يمثله من أهمية، أو يملكه من مال، أو يمثله من قيمة، ووفقاً لهذا السيناريو الأسود يمكن أن تستخدم في هذا الأمر كميات ضخمة من البيانات المنتشرة عبر نظم الطرق الذكية، و«فيس بوك» و«لينكد إن»، وتستطيع المركبات التعامل معها بصورة تفوق البشر.

الأطراف الاصطناعية

تشهد الأطراف الاصطناعية تطوراً متسارعاً يمنحها المزيد من الذكاء والقدرات المختلفة، والسيناريو الأسود في هذا السياق أنه بمرور الوقت، سيكون استخدام الأطراف الاصطناعية مغرياً أكثر، لما تضفيه من قوة ومرونة وقدرات، حتى إن بعض الأصحاء قد يرون بتر أحد أطرافهم السليمة والمعافاة، واستبداله بآخر اصطناعي ذكي ذي قدرات أكبر، للحصول على مزايا تتعلق بالقوة الجسدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى