سيارات

هل تقضي السيارات ذاتية القيادة على “النوم أثناء القيادة”؟

من الممكن أن يصاب المرء بالدوار نتيجة الحركة المستمرة أو يشعر بالغثيان عندما يكون على متن طائرة أو يلعب ألعاب الفيديو أو كما يحدث في الغالب عند ركوب السيارات.

وفي المستقبل، من المرجح عندما يتجول الناس في الشوارع في المركبات ذاتية القيادة بينما يحدقون في هواتفهم، أن هذه المشاكل قد تزداد سوءً. حيث يمكن للأشخاص الذين يحدقون في هواتفهم أن يشعروا بالغثيان.

وفي هذا الصدد، درس مجموعة من الباحثين في شركة سيارات فولفو العالمية بمعاونة شركة ألعاب فيديو تسمى Pole Position Production طرقًا لمعالجة هذه المشكلات. وقد توصلوا لحل عن طريق وسيطًا مثيرًا للاهتمام وهو: الصوت، حسبما نقل موقع “Popular Science“.

قد يبدو لك أن الصوت خياراً غير متوقع، حيث نشعر عادةً بوضعنا الجسدي والحركة في العالم المحيط بنا من خلال الاعتماد على أعيننا والإحساس الذي نشعر به في أجسادنا وأذننا الداخلية. ومن المعروف أن “غثيان الحركة” يحدث نتيجة تعارض بين ما تراه عيناك وما تشعر به أذنك الداخلية.

فإذا كنت تنظر إلى هاتفك في مركبة متحركة، فإن عينيك ترى شاشة ثابتة لكن أذنك الداخلية تشعر بالحركة: نتيجة هذا التنافر يمكن أن يحدث الغثيان، الحل المنطقي هو التوقف عن النظر إلى هاتفك، ولكن هذا يتنافى مع واحدة من أهم مميزات السيارات ذاتية القيادة وهي أنه يمكنك استغلال الوقت في سيارتك لتستمتع بالتحديق إلى شاشة هاتفك.

سعت أبحاث فولفو نحو هدفين رئيسين وهما: استكشاف ما إذا كان الصوت يمكن أن يساعد في تخفيف غثيان الحركة، ومساعدة الناس على الثقة في السيارات ذاتية القيادة بشكل أكبر. لذا اعتمد الباحثون على تجريب فئتين مختلفتين من الأصوات وهما: الإشارات الصوتية التي تخبر الراكب بما هو مقبل عليه، والضوضاء التي تنبه الركاب عندما تتعرف على شيء ما في الطريق، مثل عبور أحد المشاة.

يقول فريدريك هاجمان، مصمم الصوت التفاعلي لشركة سيارات فولفو: “كان محور البحث منذ البداية هو أننا كلما اقتربنا أكثر من الاعتماد على السيارات ذاتية القيادة، ننتقل من التركيز على السائق على الوسيط الصوتي هذا، إلى التركيز على الركاب بشكل أكبر”، مضيفًا “الطريقة التي اعتدنا عليها أثناء تصميم النظام الصوتي سابقًا – ليست بالضرورة هي نفسها بالنسبة للسيارات ذاتية القيادة”.

ويضيف: “تم بناء الافتراض على أساس أنه يمكننا تشغيل أصوات تخبرك عن الحركة القادمة للسيارة لكي تكون منتبهًا”، موضحًا “لذا، إذا كنت على وشك زيادة السرعة، فسنشغل لك صوتًا يعبر عن التسارع، وذلك قبل حدوث الأمر بثانية أو ثانيتين”.

وأفادت شركة فولفو أن مجموعة من المشاركين في إحدى تجاربها العملية المتعلقة بهذا الابتكار قالوا إن الأصوات قد ساعدتهم على الاستعداد جسديًا، أو “تعديل وضعية أجسادهم” بشكل يلائم ماهم مقبلين عليه.

في النهاية، سواء كنت تركب على متن طائرة مقاتلة أو في سيارتك، فإن تلقي إشارات صوتية لمعرفة ما هي الحركة القادمة التي ستتخذها المركبة هي طريقة منطقية للمساعدة في استعدادك على النحو الجسدي، وهو ما سيشعرك بتحسن كبير كما يأمل الباحثون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى