قبل 20 عامًا فقط، كان الناس يعتمدون على الخرائط الورقية وتقارير حركة المرور الإذاعية ليشقوا طريقهم إلى وجهة معينة.
أما اليوم، فالأمر بسيط ولا يعدو طباعة العنوان في هاتف ذكي ثم رؤية الاتجاهات والاستماع إليها. وبدلاً من التخطيط لمسارك في وقت مبكر، يمكنك الاعتماد بشكل عام على التكنولوجيا للوصول إلى هناك بأقل قدر من التوتر.
هذا مجرد مثال واحد على كيفية تحسين التكنولوجيا الرقمية لحياتنا اليومية. ستجد صعوبة في العثور على شخص يفضل استخدام خارطة الطريق للوصول إلى وجهته. ومع ذلك، عندما يُطرح موضوع التحول الرقمي في إعدادات العمل، غالبًا ما يكون السؤال المطروح هو ما إذا كان سيقصي البشر من تجربة العميل أو يستولي على وظائف الأشخاص.
تعزز هذه التصورات حقيقة أن العديد من الشركات قد استخدمت التكنولوجيا كأداة لخفض التكاليف في الماضي. ومع ذلك، بدأت الشركات الرائدة في إلقاء نظرة أكثر استراتيجية على كيفية تنفيذها للتكنولوجيا الرقمية. إذ هناك إدراك متزايد بأن المغزى الأساسي للتحول الرقمي هو تحسين التجربة البشرية.
هذا موضوع تصطدم معه العديد من الأقسام المالية. فلا تزال أعمالها بعيدة عن الوصول إلى التشبع الرقمي، مع وجود فرصة في الشركة لاستخدام التقنيات الرقمية لإنشاء تجارب أفضل للعملاء والموظفين. يطلب باقي أعضاء الإدارة العليا من المدير المالي تصعيد دوره كشريك استراتيجي واستخدام التكنولوجيا لتحويل الأعمال.
وعلى الرغم من أن القادة الماليين يطمحون إلى لعب دور أوسع في وضع الإستراتيجية وقيادة التحول الرقمي، يجد البعض أنفسهم غارقين في مهام الامتثال والمهام الإدارية الروتينية. وفقًا لمعهد تشارترد للمحاسبين الإداريين، يمكن للأقسام المالية إنفاق ما يصل إلى 25٪ من مواردها في الإشراف على الضوابط و50٪ على معالجة المعاملات. وهكذا تتبقى نسبة 25 ٪ فقط من الوظائف المالية متاحة للاستراتيجية التنظيمية.
من معالجة المعاملات إلى تصور المستقبل
في الواقع، تتنقل العديد من الفرق المالية في أعمالها بأسلوب أشبه بخريطة ورقية ثابتة. وما يحتاجونه بدلاً من ذلك هو أن يكون لديهم نظام تحديد المواقع العالمي يساعدهم في العثور على وجهتهم بسرعة وسهولة، مع توفير تحديثات في الوقت الفعلي حول كيفية تغير الظروف.
هذا هو السبب في أننا نرى المزيد من المديرين الماليين يتبنون التكنولوجيا الرقمية كوسيلة لتبسيط عملياتهم الخاصة واكتساب الرؤية في الأعمال التجارية. فمن خلال أتمتة المعالجة الروتينية للمعاملات والضوابط وإعداد التقارير باستخدام برامج إدارة الأعمال المستندة إلى السحابة، يمكنهم توفير الوقت الذي يقضونه في معالجة البيانات وإنشاء التقارير. وبالتالي، يمكن أن يصبح التحول الرقمي للقسم المالي بمثابة وقود يسرّع تحول الأعمال التجارية الأوسع نطاقًا.
مع النضج المتزايد لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحليلات التنبؤية، يمكن للمدراء الماليين تجاوز الرؤية في الوقت الفعلي نحو استخدام البيانات للتنبؤ بالمستقبل. يمكن أن تساعدهم هذه الأدوات في الكشف عن الفرص المخفية، وسد فجوات المعلومات، وفي نهاية المطاف، قضاء المزيد من وقتهم في التفكير في الوجهة المستقبلية للشركة، بما في ذلك خارطة طريقها الرقمية.
فوائد:
بدلاً من قضاء 25٪ من وقتهم في الاستراتيجية التنظيمية، من المحتمل أن يقضوا 50٪ أو أكثر. سيكون لديهم المزيد من الوقت للتحليل النقدي والابتكار للكشف عن فرص النمو باستخدام ما يحتاجونه من رؤى. ومع استعمالهم للتكنولوجيا في إنشاء رؤية للمستقبل ورسم المسار للوصول إليه، سيلعب المديرون الماليون دورًا رئيسيًا في الرحلة الرقمية لشركتهم.