عانت منظومة البيئة في مصر سابقًا معاناة كبيرة نتيجة التلوث الذي أصاب كافة القطاعات، ليس جراء الصناعة فقط بل امتد التلوث لكافة مرافق الحياة، من زراعة، واستخدام مبيدات أو أسمدة غير مطابقة وحركة عمران ومدن جديدة لا تراعى البعد البيئي.
وقد أخذت مصر على عاتقها مبدأ التنمية الشاملة والذي يُشكل فيه الإنسان الأساس والركيزة، ومعها بدأت الدولة المصرية خطة متكاملة لتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في شتي المجالات والقطاعات الصناعية في إطار تحقيق “رؤية مصر 2030”.
وتُعد أحد أهم أهداف استراتيجية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، هو إنشاء المدن المستدامة، لأنها ببساطة هي صورة جديدة لحياة صحية وآمنة، تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأن يكون لديها منظومة في اعادة تدوير المخلفات وتقليل الملوثات بها.
مصر انطلقت بقوة نحو إنشاء هذا النوع من المدن، وبدأت الدولة تسعى لتوفير البنية التحتية اللازمة للبناء، و توفير المواقع ذات المناخ الملائم والقريب من المياه، واختيار نوعية التربة الزراعية الملائمة، لتكون الملاذ الأخير للمواطنين من أجل عيش حياة صحية نظيفة.
ومن أهم معايير المدن المستدامة هى كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، بحيث يتم توجيه المبنى للاستفادة من الطاقة الشمسية والإضاءة الطبيعية والظل، ومعرفة تأثير المناخ المحلى على البناء، إضافة لكفاءة غلاف المبنى الحرارية والنوافذ، وأن تتضمن مصادر بديلة للطاقة المتجددة.
وأثبتت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إن لها دورًا جوهريًا في المساعدة علي التخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف معه.
فاعتمدت الحكومة المصرية خططًا طموحة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية أو صديقة البيئة، حيث تم ذلك بالتشاور مع أصحاب المصلحة الأساسيين ضمانًا لان تصبح تلك التكنولوجيا صديقة للبيئة وجزءًا لايتجزء من برامج وخطط تحقيق النمو الأخضر المستدام.
فمن ضمن الاستعدادات لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية cop27، وضعت وزارة البيئة، آليات للترويج السياحي للبيئة في مصر وآليات تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء.
والتي بدأت بوضع الدليل الاسترشادي الأول، الخاص باشتراطات النزل البيئية وتصنيفها، وعمل مسح ميداني لبعض الفنادق ذات العلامات الخضراء، لتقييم ما يتم تطبيقه من معايير بيئية في مجالات عديدة، منها استخدام نظم الطاقة الشمسية وأسلوب التعامل مع المخلفات وكيفية التخلص الأمن منها، وأسلوب إدارة موارد المياه، وكذلك إدخال البعد البيئي لزيادة مراكز الغوص الحاصلة على العلامة الخضراء.
وبدء العمل على عدة محاور رئيسية لتحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء، وهي أولا الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وحصول المنشآت الفندقية، ومراكز الغوص على العلامات الخضراء، وتدريب العاملين داخل الفنادق، وعمل مسابقات بين الفنادق لأفضل الممارسات البيئية للحث على التحول للأخضر.
لقد بات واضحًا بأنه من الضروري علينا جميعًا أن نضع قضايا التدهور البيئي وتغير المناخ من ضمن الأولويات مع اتخاذ كافة التدبير والاحتياطات المطلوبة لإجراء تحسين بيئي يتصل بشكل مباشر بالتطور والتخلص الأمن من المخلفات، والحد من انبعاثات الاحتباس الحراري.