وصل عدد اللاعبين النشطين على منصة Steam، التي تُعدّ أشهر منصة ومجتمع ومتجر للألعاب على الإنترنت، إلى رقم قياسي بحلول نهاية مارس من العام الماضي 2020، بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته تلك الفترة في أعداد اللاعبين عبر الإنترنت، والتي تزامنت مع فرض الإغلاقات في أغلب دول العالم جرّاء الجائحة.
وقد ساهم هذا التطور في بلوغ الإساءات والتنمّر ذروتها داخل مجتمع الألعاب الرقمية عبر الإنترنت.
بينما يمكن أن تُحدث ممارسة الألعاب عبر الإنترنت تأثيرًا إيجابيًا في اللاعبين يعِين في تحسين صحتهم النفسية ويساعد في التغلّب على حالات القلق الاجتماعي، وفي تكوين الصداقات، فإن هذه المنافع كثيرًا ما لا تتحقق جرّاء التأثيرات التي يُحدثها التنمر عبر الإنترنت، الذي قد يتعرّض له أي لاعب، وقد تُحدِث عواقبَ أعمقَ بكثير مما يمكن أن تُحدثه جلسة لعب واحدة متعددة اللاعبين. وللأسف يبرّر اللاعبون أحيانًا هذا السلوك المتفشي بوصفه جزءًا من ثقافة ألعاب الفيديو.
وأصدرت كاسبرسكي مجموعة متجددة من النصائح والتوصيات لضحايا مشكلة التنمر الرقمي في ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين.
النصيحة الأولى هي التزام الهدوء وتجنب الاستجابة للاستفزاز؛ فيجب على من يتعرض للتنمر أن يتذكر أن الإساءة ليست سوى كلمات على الشاشة، وأنه لن يُمنع أبدًا من اللعب بسبب افتقاره إلى المهارة أو تسببه في الهزيمة، في حين أن الحظر قد يقع في حق من يشتم اللاعبين الآخرين حتى وإن حدث هذا للرد على إهانة ما والدفاع عن النفس.
من المهم أن يعرف اللاعب أن بوسعه الإبلاغ عمن يتنمّر عليه، لكن عليه الحذر من أن الشكاوى يجب ألا تكون تافهة، وأن تؤخذ في الاعتبار بعناية قبل تسجيلها.
ويحظى ممارسو ألعاب الفيديو كذلك بخيار حظر المسيئين وفلترة الرسائل، كما يمكنهم كتم صوت القنوات الصوتية. ويُنصح بعدم التفاعل مع المتنمرين والرد عليهم، فهذا سيشجعهم على الاستمرار في الإساءة.
من جانب آخر، فإن آداب اللعب تملي على اللاعب ألا يتوقف عن اللعب ويخرج من لعبة جماعية متعددة اللاعبين، لكن إذا أهان أو هدد أحد أعضاء الفريق لاعبًا، فيمكنه أن يحتفظ لنفسه بالحق في ممارسة هذا الخيار؛ فالكرامة والسلامة النفسية في نهاية المطاف أهمّ من ممارسة لعبة فيديو.
ويُنصح اللاعب عمومًا بعدم مشاركة اللاعبين الآخرين بالكثير من المعلومات عن نفسه، ولا سيما تفاصيل الاتصال الشخصية، والحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي. كما ينبغي تذكُّر أن اللاعبين السيئين لا يبدأون دائمًا التعامل مع الآخرين بطريقة سيئة.
وقد يبدو شخص ما على الجانب الآخر من الشاشة لطيفًا، مُظهرًا اهتمامًا وديًا باللاعب وطالبًا اسمه الحقيقي أو صورته أو معرّفات صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المعلومات يمكن أن تساعده أيضًا في العثور عليه شخصيًا ومضايقته على منصات أخرى أو حتى في حياته الواقعية.
وتوصي كاسبرسكي أيضًا بألا يشارك اللاعبون غيرهم بأرقام هواتفهم أو عناوين بريدهم الإلكتروني أو حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وإن كانوا زملاءهم في الفريق. ويمكن في المقابل استخدام الدردشة الداخلية للتواصل أثناء اللعب.
وتخلُص كاسبرسكي إلى ضرورة الامتناع عن مجادلة المتنمرين والمسيئين والنزول إلى مستواهم، ولكن اتباع النصائح التالية:
• إعداد فلتر لرسائل الدردشة، وكتم صوت أعضاء الفريق المسيئين، وحظر المتصيدين المزعجين حتى لا يتمكنوا من مراسلتك، وبالتالي الحفاظ على تركيزك على اللعبة.
• إنهاء المباراة إذا بدأ صبرك ينفد.
• الإبلاغ بشكوى ودعمها بالأدلة.
• عدم مشاركة اللاعبين الآخرين بأية معلومات شخصية، حتى وإن بدوا ودودين.