استضافت “جامعة حمدان بن محمد الذكية” سلسلة من فعاليات الطاولة المستديرة قبل انعقاد مؤتمر ومعرض “إبداعات عربية 14″، والذي سيقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي والرئيس الأعلى لـ “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، تحت شعار “الابتكار في كل مكان”.
وتكتسب اجتماعات الطاولة المستديرة أهمية بالغة كونها منصة تفاعلية لتقييم وإعادة تصور مستقبل الاقتصاد في ظل التوجه نحو اقتصاد غير نقدي، إلى جانب بحث فضاءات التعلم غير النمطية التي من شأنها أن تقود مجتمعات التعلم المستقبلية وسبل خلق نظام مرن للرعاية الصحية في الإمارات في ظل الدروس المستفادة من وباء كوفيد-19.
وجاء تنظيم اجتماعات الطاولة المستديرة تماشياً مع التزام “جامعة حمدان بن محمد الذكية” بتفعيل أطر تبادل الحوار وإثراء المعرفة وتشجيع تبادل أنجح التجارب وأفضل الممارسات في مجال نشر الابتكار كثقافة راسخة ونهج جوهري لتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف أنحاء العالم”.
وتميّزت الاجتماعات الثلاثة بجدول أعمال حافل بالمناقشات الموسعة حول عدد من أهم القضايا الملحّة في مجال إدارة الأعمال والجودة والدراسات الصحية والبيئية والتعليم الإلكتروني.
وشهدت المناقشات تقييم مرونة المجتمع الإماراتي في مواجهة حالات الطوارئ، وقدرة الدولة على التكيف بكفاءة وفاعلية مع المتغيرات الإقليمية والدولية، في ظل مشاركة رفيعة المستوى من نخبة الخبراء والأكاديميين وكبار الشخصيات لوضع خارطة طريق لتطوير عدد من السياسات والاستراتيجيات، والتي تشكّل بدورها مستقبل التعليم والصحة والاقتصاد والأعمال في المرحلة المقبلة.
وأوضح الدكتور فهد السعدي، نائب رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية” لتنمية الجامعة، بأنّ الجامعة أخذت على عاتقها زمام المبادرة بتنظيم ثلاثة اجتماعات طاولة مستديرة رفيعة المستوى للخروج بحزمة من التوصيات الداعمة لصنع السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها إعادة رسم ملامح مستقبل القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها التعليم والرعاية الصحية والأعمال، في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة، مشدّداَ على التزام الجامعة بتسهيل قنوات التواصل والحوار البنّاء مع كافة الأطراف المعنية محلياً وإقليمياً وعالمياً، سعياً وراء إحداث تغيير جذري وإيجابي للوصول إلى مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً واستدامة للأجيال المقبلة.
ولفت السعدي إلى أنّ الاجتماعات الثلاثة أقيمت قبل انطلاق مؤتمر “إبداعات عربية 14″، في خطوة هامة لتحفيز العقول المبدعة وراسمي السياسات وصنّاع القرار على تقييم تجربة دولة الإمارات التي قدمت للعالم نموذجاً يُحتذى به في المرونة والكفاءة والقدرة على مواجهة الأزمات الطارئة، في ظل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة التي جعلت الابتكار ثقافةً راسخة، والتحول الذكي نهج ثابت لتحقيق التطلعات الطموحة في الوصول إلى المركز الأول عالمياً في كافة المجالات.
وأضاف العور بأنّ الاجتماعات شكّلت امتداداً للمناقشات المقرّرة على هامش مؤتمر “إبداعات عربية 14” الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي والرئيس الأعلى لـ “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، ليكون منبراً عالمياً لاستشراف المستقبل من بوابة الابتكار باعتبارها قاطرة التقدم والنماء والريادة.
واختتم السعدي: “استقطبت اجتماعات الطاولة المستديرة اهتماماً لافتاً من أبرز الباحثين والخبراء من الحكومات والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الإعلامية والاستشارية وشركات الأعمال والهيئات غير الحكومية من مختلف أنحاء العالم، من أجل بحث الوضع الراهن للسياسات ومناقشة التحديات الناشئة التي تقف في وجه العالم العربي، لا سيّما عقب انتشار وباء “كوفيد-19″. وأثمرت المناقشات عن مخرجات هامة ستفتح بلا شك آفاقاً رحبة لتلاقي الخبرات العالمية والعقول المتميزة والمنفتحة على الحواء البنّاء وتبادل الأفكار التي نسعى لتوظيفها بالشكل الأمثل في إنتاج وإثراء ونشر المعرفة، والارتقاء بالبحث والتطوير والابتكار للتأثير في السياسات وتصويبها وتحديثها، فضلاً عن تطوير المقاربات والرؤى للتعاطي بفعالية واقتدار مع كافة القضايا الراهنة، مع التركيز على أبرز الدروس المستفادة من تجربة دولة الإمارات، التي نجحت في تحويل التحديات إلى فرص استثنائية للمضي قدماً في المسيرة التنموية الطموحة، وهو ما تكلل مؤخراً في وصولها إلى موقع الصدارة في سباق الفضاء”.
وناقشت جلسة الطاولة المستديرة الأولى، والتي حملت عنوان “إعادة تصور مستقبل الاقتصاد: نحو اقتصاد غير نقدي “، مسار التحول إلى الدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والعوامل المسرعة لوتيرة التحول الحاصل في ظل تداعيات أزمة وباء “كورورنا”، والذي ساهم في اتساع نطاق الاعتماد على المدفوعات غير النقدية واللجوء بشكل متزايد نحو قنوات الدفع الرقمي باعتبارها خيار آمن وموثوق به. وشهدت المناقشات الوقوف على موضوع ظهور الاقتصاد غير النقدي في ظل الإقبال غير المسبوق على العملات المشفرة في كل من القطاعين الخاص والعام عالمياً.
كما شهدت أيضاً تسليط الضوء على الاستجابة الرقمية الكفؤة لدولة الإمارات العربية المتحدة مع مراعاة أقصى درجات الأمن والسلامة في تنفيذ المعاملات عن بعد، استناداً إلى نهج التحول الذكي والثقافة الرقمية الراسخة التي كانت الدولة سبّاقة في اعتمادها لتحقق قصب السبق الدولي في مختلف المجالات الرقمية، لا سيّما في تطوير البنية التحتية الرقمية التي تمهد الطريق أمام الإمارات العربية المتحدة لتعزز تنافسيتها واحدة من الدول غير النقدية الرائدة عالمياً.
واستضافت هذه الجلسة كوكبة من الشخصيات المعروفة؛ بمن فيهم الأستاذ سونيل كوشال، الرئيس التنفيذي الإقليمي لـ “بنك ستاندرد تشارترد” في إفريقيا والشرق الأوسط؛ و الأستاذة غنوة برادعي، المدير الإقليمي للمعلومات في بنك “إتش.إس.بي.سي” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و الأستاذ قيصر شهزاد مدير المشاريع التجارية لدى محفظة الإمارات الرقمية و الأستاذ وليد النقبي رئيس مجلس الشباب و الأستاذ عبد العزيز حارب بن حارب الطنيجي من المكتب التنفيذي في وزارة الاقتصاد الإماراتية و أدار الجلسة كل من بروفيسور مارتين سبراجون، عميد كلية إدارة الأعمال والجودة والدكتورة ريهام رزق والدكتور محمد البرادعي من جامعة حمدان بن محمد الذكية.
وتناولت الطاولة المستديرة الثانية، التي أقيمت تحت عنوان “فضاءات التعلم غير النمطية تقود مجتمعات التعلم المستقبلية: إعادة هندسة التعليم العالي، التحديات والفرص المتاحة على صعيد تحسين جودة التعلم عبر الإنترنت ورسم ملامح أنظمة التعليم العالي مستقبلاً. وناقشت الاجتماعات أيضاً مدى استعداد مؤسسات التعليم العالي للاستفادة من المعايير في تمكين بيئات التعلم المبتكرة، مع مراقبة واعتبار فعالية الخدمات الأكاديمية والمهنية المقدمة في الوقت نفسه، بالإضافة إلى بحث إمكانية خلق رؤية مشتركة لتطوير سياسة التعلم عن بعد والتعليم عبر الإنترنت لتسريع وتيرة التحول الرقمي ضمن قطاع التعليم العالي، وذلك بالاستفادة من التجربة السبّاقة لـ “جامعة حمدان بن محمد الذكية” في تمهيد الطريق أمام وضع سياسات فعالة تحقق التوازن بين الأدلة المستندة إلى المعايير الداعمة للتحول الرقمي وتطوير الإجراءات والسياسات الاستراتيجية للارتقاء بمحتوى التعلم الذكي والاستثمار الامثل في رأس المال البشري.
وعُقدت الجلسات النقاشية بمشاركة كل من سعادة الدكتور حمد اليحيائي الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم في “وزارة التربية والتعليم الإماراتية؛ و سعادة الدكتور بورهان شقرون، مدير قطاع السياسات ونظم التعلم مدى الحياة في اليونسكو؛ وسعادة الأستاذ رابح حداد مدير قطاع الدبلوماسية متعددة الجوانب بمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث(UNITAR) ؛ والبروفيسور ميليندا باندالاريا، رئيسة “جامعة الفلبين المفتوحة”(UPOU) وعضو ورئيس سابق لـ “الرابطة الآسيوية للجامعات المفتوحة” (AAOU)؛ البروفيسور داتو أنصاري أحمد، رئيس “جامعة آسيا الإلكترونية” في ماليزيا؛ إلى جانب البروفيسور إد روبك مدير التعليم والتعاون بالمعهد الأمريكي لعلوم الأرض؛ والبروفيسور محمد الطوالبة، عميد كلية التربية والدراسات العامة بالجامعة العربية المفتوحة (AOU)؛ وسعادة مهرة هلال المطيوعي، المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للتخطيط التربوي في دولة الإمارات؛ وسعادة الدكتورة هنادي السويدي، مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، وسعادة الأستاذة سارة المرزوقي، مدير المشروعات والبرامج بهيئة الشارقة للكتاب؛ وسعادة الدكتور سمير الحفناوي، ممثل مجموعة إمرالد بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وسعادة إندرو كلوب ممثل مجموعة ماجروهيل الدولية. هذا وترأس الجلسة سعادة البروفيسور حسام بدراوي، رئيس مؤسسة النيل بدراوي للتعليم والتنمية، بجمهورية مصر العربية؛ وأدار الجلسة البروفيسور أحمد عنكيط، عميد البحث العلمي ودراسات الدكتوراه؛ والبروفيسور حمدي عبدالعزيز عميد كلية التعليم الإلكتروني، بجامعة “حمدان بن محمد الذكية”.
وتحت عنوان “إنشاء نظام مرن للرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة: الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19″، تمحورت الطاولة المستديرة الثالثة حول تقييم فعالية السياسات والقوانين في بناء منظومة صحية مرنة ومتكاملة في دولة الإمارات؛ ومراجعة وتحديد مدى جاهزية نظام الرعاية الصحية لمواجهة الوباء، لا سيّما فيما يتعلق بالمعدات الصحية وتوفر المرافق الحيوية اللازمة وعدد وجودة مزودي الرعاية الصحية، وبحث السبل المُثلى لتبني أحدث الابتكارات التقنية والصحية للسيطرة على “كوفيد-19” وتوفير موارد جديدة لتلبية الاحتياجات الصحية الحالية والمستقبلية.
ويجدر الذكر بأنّ الاجتماع الثالث شهد حضور نخبة من كبار الشخصيات، بمن فيهم البروفيسور سامي شعبان، الأستاذ في كلية الطب في جامعة الامارات العربية المتحدة؛ والبروفيسور أوونيي أووفيسو، الأستاذ في كلية الدّراسات الصّحية والبيئية في “جامعة حمدان بن محمد الذكية؛ والبروفيسور سامر حمايدي، عميد في كلية الدراسات الصحية والبيئية في “جامعة حمدان بن محمد الذكية؛ والدكتور زياد الخطيب، الباحث في علم الوبائيات والصحة العالمية لدى معهد “كارلونيسكا الطبي” في السويد؛ والدكتورة منى ادن، المتخصصة في علم الوبائيات في جامعة ليستر في المملكة المتحدة؛ والدكتورة باسمة صادق، المتخصصة في علم الوبائيات في جامعة الشارقة؛ و الدكتورة امل حسين، المحاضرة في كلية الطب في جامعة الشارقة؛ والدكتورة عائشة الخميري، اخصائية باطنية في مستشفى توام؛ والدكتور علي ارتمان، الباحث في علم الوبائيات والمحاضر في جامعة كيميب في كازاخستان؛ والدكتور الضو سليمان، المستشار في هيئة الصحة بدبي؛ والدكتورة حمدة خانصاحب، استشارية طب الأسرة ورئيس قسم البحوث الطبية في هيئة الصحة بدبي؛ والدكتورة ايفا مادينا، المتخصصة في الاعلام والقوانين الصحية.