مقالات في التقنية

الدكتور جمال السميطي يكتب لـ” التــقنية اليـوم”: توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق الابتكار في التدريب القضائي

في الوقت الذي بات فيه العالم يشهد تطوراً تكنولوجياً هائلاً وتحولات رقمية في مختلف المجالات، في ظل الثورة الصناعية الرابعة، فقد تصدّر الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين المشهد كمحرّك أساسي للريادة والازدهار ونمو اقتصاد المستقبل خلال السنوات المقبلة.

وباعتباره مؤسسة حكومية قانونية، فقد تبنى معهد دبي القضائي هذا المسار، وواصل منهجيته في تطوير برامجه التدريبية القضائية، وتوظيف التقنيات المتطورة في توفير المزيد من الخدمات وتحقيق أقصى قدر من الفائدة والوعي القانوني والتشريعي، انطلاقاً من رؤيتنا أن تكون دبي مركزاً إقليمياً للتميز القانوني والعدلي.

إن الابتكار في معهد دبي القضائي يعدّ أحد أبرز القيم التي نتبناها، إلى جانب الثقة والاحترافية، والتي نسعى من خلالها إلى مواكبة توجهات القيادة الرشيدة لدبي ودولة الإمارات، التي انفردت عن باقي دول العالم بوجود استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تسعى من خلالها إلى تطوير وتنظيم أدوات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي في الدولة بما يسهم في مواجهة المتغيرات المتسارعة وتحقيق تطور نوعي في الأداء العام على المستويات كافة عبر بناء منظومة رقمية ذكية كاملة ومتصلة تتصدى للتحديات أولاً بأول وتقدم حلولاً عملية وسريعة تتسم بالجودة والكفاءة، وتسهم في تحويل دبي إلى المدينة الأسعد والأذكى عالمياً.

لقد حرص معهد دبي القضائي، وفي إطار سعيه إلى التوافق التام مع الإجراءات الاحترازية المتعلقة بجائحة كوفيد-19، التي أقرتها الجهات الحكومية المعنية في الدولة، على إجراء صيانة كاملة لكافة مرافقه الإدارية والتعليمية، وتم اعتماد برنامج “مايكروسوفت تيم” بالتعاون مع “دبي الذكية”، لتخويل مديري الإدارات تنظيم الاجتماعات الدورية اللازمة مع موظفيهم ومتابعة العمل عن بعد، وبفضل هذه الترتيبات مجتمعة، تمكن المعهد من ضمان استمرارية أعماله الإدارية والفنية بما فيها ما يتعلق بشؤون الموظفين والعاملين في المعهد وتنفيذ كافة التعليمات الصادرة إليه من جهات الاختصاص.

وبشكل عام فقد نجحت إمارة دبي في تقديم نموذج عالي الكفاءة في توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي، وذلك تزامناً مع التفشي العالمي لجائحة كوفيد-19، والذي لعب دوراً في تحقيق سرعة البت في الدعاوى دون الإخلال بضمانات المُحاكمة العادلة، وتخفيف العبء على المحاكم، والحد من عدد الدعاوى المُحالة إليها، والاستجابة للاعتبارات العمليّة التي تقتضي تبسيط إجراءات التقاضي واختصار الوقت والجُهد والنفقات على أطراف الدعوى الجزائية.

وفي الوقت الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي للإبداع والابتكار 2021، فلا بدّ من التأكيد على أن تطبيقات وأجهزة الذكاء الاصطناعي ستفرض واقعا جديداً مليئا بالفرص والتحديات لتشكل خلال الأعوام المقبلة علامة فارقة ونقلة نوعية في حياة وتاريخ البشرية، أساسها الابداع والابتكار، ونحن على ثقة مطلقة بتميز دبي ودولة الإمارات في هذا المجال، بفضل البنية التحتية والقدرات التي تمتلكها وتؤهلها لتحقيق الريادة.

المدير العام – معهد دبي القضائي

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى