إستكمالا للمقال السابق والخاص بمعرض إكسبو 2020 – دبي، سأقوم بعرض ملخص عن أجنحة المعرض التي قمت بزيارتها، فقد قمت بزيارة جناح رواندا أولا نظرا لوجوده في اول المعرض لأجنحة أفريقيا المتلاصقة.
كان جناح رواندا صغيرًا ولكنه كان كبيرا في تقديم الرؤية والرسالة ولكن قبل أن اقوم بسرد مشاهدتي لجناح رواند لابد من التعرف عليها بشكل عام، فجمهورية رواندا هي دولة غير ساحلية وعاصمتها كيجالي، وتقع على بعد درجات قليله جنوب خط الاستواء وتحدها أوغندا وتنزانيا وبوروندي وجمهورية الكونغو، كما أن ورواندا دولة مرتفعة ومناخها معتدل وعدد سكانها 12 مليون و200 ألف.
فكان المحتوى الذي تم تقديمة له قيمة ويظهر الاستقرار وإلتحام النسيج المجتمعي والذي ظهر من خلال اللوحات التي تم عرضها حيث نصت احدى اللوحات على أن رواندا قبل ان تتمكن من استيعاب مستقبلها دخلت في فترة مظلمة من إراقة الدماء والانقسامات العميقة وخلال فترة الاستعمار أعاد البلجيكيون تنظيم المجتمع الرواندي على أسس عرقية من قبيلتين، الهوتو وكانوا مزارعين يكدحون في الأرض يستخرجون منها دخول متواضعة ، والتوتسي وهم قبيلة أقل عددا من الرعاة تمكنوا من السيطرة على الأغلبية ما أسهم في جعل روندا بعد الاستقلال تنقسم بقوة من عام 1962م الى عام 1994م.
وفي الفترة من أبريل إلى يوليو 1994م فقدت رواندا أكثر من مليون رواندي حياتهم في الابادة الجماعية ضد التوتسي.
وكانت الرؤية الواضحة من المعرض، أن رواندا تتطلع إلى مستقبل أفضل من خلال الوحدة والتضامن لنسيج المجتمع والعمل الجماعي. كما جاءت الرسالة بأنه يتم دائما بث روح الوحدة الوطنية وعدم العودة إلى الماضي الأليم مرة آخرى، والذي ساد فيه الانقسام.
كما تم عرض لوحة آخرى بها محتوى عظيم لرؤية ورسالة توضح كيف أن هذه الدولة الصغيرة تعتبر الآن واحدة من الدول الإفريقية الرائدة في مجال النمو الاقتصادي، حيث سجل اقتصادها النمو الأكبر على مستوى العالم منذ عام 2005 بمتوسط بلغ 7.5 في المائة.
وذكرت الكوميسا، أن توافر القوى العاملة كان عاملاً أساسيًا وراء هذا النجاح لدولة رواندا، وانعكس بوضوح في تقرير البنك الدولي الذي جاء تحت عنوان «ممارسة أنشطة الأعمال»، الذي خلص إلى أن اقتصاد رواندا كان الاقتصاد الذي شهد التطور الأكبر على مستوى العالم منذ عام 2005، إلى جانب ارتفاع قيمة الناتج الإجمالي المحلي.
وكانت أهم الرسائل هي:
- المؤسسات المسئولة والفاعلة: حيث جاءت الرسالة بترسيخ المكاسب التي تم تحقيقها ومواصلة الاصلاحات التي تركز على المواطن من خلال الابتكارات المحلية هو أساس التنمية طويلة الاجل في رواندا.
- كما ستعطي الدولة الأولوية للمؤسسات الفاعلة والخاضعة للمساءلة من أجل التحول الاجتماعي والاقتصادي وتعميق اللامركزية لتقريب الخدمات للمواطنين وتعزيز سيادة القانون والعدالة للجميع.
وكانت رؤية رئيس رواندا تتلخص في ثلاث نقاط وهي:
- اخترنا ان نبقى معا
- اخترنا أن نكون مسئولين أمام أنفسنا
- إخترنا التفكير بشكل كبير
كما أن شعار رواندا والذي ظهر في كل جوانب المعرض ( VISIT RWANDA ) زور رواندا.
فكان الجناح بسيط ومتواضع من حيث امكانية العرض إنما قويًا في تقديم الرؤية والرسالة للعالم ونموذجا لوحدة النسيج الوطني الذي يحقق المستحيل.
وللحديث بقية،،