مقالات في التقنية

الدكتورة غـادة واكـد تكتب لـ«التقـنية اليـوم»: «طُـوبة» للنسـاء

قالوا زمان “طوبة تخلى الصبية كركوبة”، وطوبة هو شهر من التقويم القبطى، يبدأ تقريبا فى أول أسبوع من شهر يناير الميلادى وينتهى فى أول أسبوع من شهر فبراير الميلادى.

وارتبطت الشهور القبطية بالظواهر الجوية وضربت فيها الأمثال الشعبية والتى طالما كانت حقيقية وتعبر عن حال المناخ وتأثيره فى الإنسان.

ولان “طوبة” يأتى فى عز الشتاء فهو يتميز بشده البروده لدرجة أنه يؤثر على جسم الانسان فيصيبه بالبرود والأعياء فينحنى فى مشيته كمحاولة للوصول للدفء ويتحول كالعجوز فى مشيته وإنحنائه.

ولكن لماذا ضُرب المثل بالصبية الأنثى وليس الصبى الذكر ؟!

فهل هو مجتمع ذكورى يتنمر على المرأه منذ العصور القديمة أم إن الأمر له تفسير منطقى آخر؟!

دعانى التفكير فى هذا الشتاء الذى يمر علينا وعلى العالم كله بمناخ أكثر قسوة وسقيع عن المعتاد، وزيادة صعوبة الجو مع دخولنا فى تقويم شهر “طوبة” تكرر لمسامعى المثل..فحاولت البحث عن لماذا الكركوبة!

وجدت بحث بموقع علمى ألماني أشار أن بيولوجياً المرأة تشعر بالبرد أكثر وأسرع من الرجل، وخاصة في الكفين والأرجل، بسبب حاجة جسم المرأة لتخزين الفيتامينات خاصة فى فصل الشتاء ليستطيع توليد الطاقة اللازمة لتدفئة جسمها.

وقد تصاب المرأة ببعض الحزن والاكتئاب ثلاثة أضعاف الرجل بسبب تراجع ظهور الشمس وازدياد الغيوم مما يحدث نقص في إفراز هرمون “الميلاتونين”، الذي ينظم النوم، و يقلل إفرازات الموصلات المسؤولة عن السعادة.

والغريب إن رقة المرأه وجمالها سبباً فى شعورها بالبروده ثلاث أضعاف الرجل، فجلدها الرقيق درجة حرارته أقل ٣ درجات مئوية عن الرجل، ودرجات الحرارة المنخفضة تؤدي إلى ضيق الشعيرات الدموية في الجلد، ما يبطء حركة الدورة الدموية و يحدث انخفاض فى درجة حرارتها، وجمال قوامها النحيف يشعرها بالبرودة غير المرأه الممتلئة التى تتمتع بطبقة دهون أكبر تحميها من الشعور السريع بالبرد.

كما تتأثر الأيدى والأقدام أكثر لدى المرأه بالبردوة بسبب سحب منطقة الحوض الحرارة الكامنه فى الأطراف للحفاظ على تدفئة هذه المنطقه للتهيئة لظروف الحمل.

كما إن كمية خلايا الدم لدى النساء أقل بنصف لتر من كمية الدم لدى الرجل حيث تتعرض المرأة لفقدها شهرياً خلال الدورة الشهرية منذ بداية سن الخصوبة، وهذا تبطئ الدورة الدموية التى تساعد فى إمداد الجسم بالاحساس بالدفء.

ووفقًا لهذا البحث فالأمر لم يكن تنمر على المرأة أو ترصد أو سخرية منها بل له أصول علمية، جعلت المثل معبر عن الحالة الجسمانية والنفسية وواصفاً شكل المرأة واحساسها بالشتاء القارس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى