مقالات في التقنية

الدكتورة غـادة واكـد تكتب لـ”التقـنية اليـوم”: الحقيقة الثانوية المرة

حالة من الحزن مغلفة بالريبة والقلق والخوف فى معظم البيوت المصرية بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة هذا العام، سواء أهالى من تخطوا هذه السنة هذا العام أو من سيدخلون إمتحاناتها العام القادم وما بعدها.

لم أسمع من أحد أنه راضى بحصوله على هذه الدرجات القليلة بالمقارنة بالعام الماضى والأعوام السابقة، أولياء الأمور مصدومون من قلة درجات أبنائهم، فهل بعد كل هذه الدروس وهذا التوتر تحصل على مجموع كلى يبتعد كثيرا عن الدرجات النهائية كما كان يحدث من قبل سنوات وسنوات!

والطلبة عاجزين عن التصديق، كيف حصلوا على هذه الدرجات التى تسربت معها أحلامهم وأمنياتهم.. فتعجز السعادة عن الاقتراب منهم رغم مرور سنة صعبة وسخيفة ومرهقة مادياً ومعنوياً.

أما الكارثة الأكبرهو إحساس من سيدخلون هذا السنة الموترة، سواء أهالى أو طلبة، فهو إحساس مربك هل يستمرون فى الدروس الخصوصية والتى لم يستطع هذا النظام فى التخلص منها بسبب الأباء والأمهات وحرصهم على مساعدة أبنائهم بقوة مهما تكلف ذلك، ولكن فى الحقيقة كان ذلك نتيجة لعدم فهم المدرسين فى المدارس النظام أو تدريبهم عليه وكيفية شرح المناهج وتدريب الطلاب عليها.

أم يرضخون لمقولات الشاطر من يحصل على مجموع صغير! مبررين أن هذا كان فى الماضى.. وهل مستوى عقول أبنائنا وخبراتهم وتعليمهم والأمكانات كالماضى.. عودنا لدعوات الماضى البعيد (يارب النجاح فقط)!! كيف تُرفض المقارنات بدرجات السنوات القريبة وتُقارن بالسنوات البالية!

هل من المقبول أن نرضى ب6 من 10، ونقول كده رضا، ونقلل درجات دخول الجامعات، هل يعقل أن نسبة من حصل على فوق 90% هم 16 ألف فقط من أكثر من 600 ألف طالب!!

هل زال التوتر كما تم الترويج، بإنتهاء صفة (البعبع) عن هذه السنة، هل خرج هذا الجيل متعلم تعليماً حضارياً ملماً بكافة متطلبات العصر وسوق العمل.. أم تركنا أولادنا لسريعى الشهرة الكاذبة ليقول لهم “مش مهم المجموع المهم الفلوس”.. أى أموال ومن أين تأتى، وأى ثقافة مجتمعية هذه.

أسئلة مشروعة تحتاج إجابات مقنعة، كى لا نترك الأمر للغشاشين والمتاجرين بأوجاع الناس والمتربصين.. فهل هناك وجع أكثر من إحباط فلذة الأكباد.

أزعم أن تجديد النظام التعليمى خطوة هامة ورائعة وسامية ولكن تطبيقها يحتاج ثقافة مجتمعية جديدة، ومهمة تفسيرها ونشرها تقع على القائمين والمقتنعين بذلك.. وهذا ما نتمنى حدوثه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى